تعتبر فترة التسنين واحدة من أصعب المراحل التي يمر بها الأطفال، حيث يعانون خلالها من مجموعة من الأعراض التي قد تكون مؤلمة لهم ولأمهاتهم. ومع ظهور الأسنان الأولى، يبدأ الطفل في اختبار مشاعر جديدة قد تتراوح بين الألم والانزعاج، مما يستدعي العناية والاهتمام من الأهل لتخفيف معاناته. في هذا المقال، سنتناول 8 نصائح فعّالة لتخفيف آلام التسنين عند الأطفال، التي ستساعد الأمهات في التعامل مع هذه المرحلة بشكل أفضل.
1. استخدام حلويات التسنين المخصصة
واحدة من أكثر الطرق شيوعًا لتخفيف آلام التسنين هي استخدام حلويات التسنين التي يبيعها الصيدليات. هذه الحلويات مصممة خصيصًا لتخفيف الألم من خلال التبريد أو التحفيز الميكانيكي على اللثة. تتوافر في الأسواق حلويات التسنين التي تحتوي على مادة هلامية أو مواد مهدئة يمكن وضعها على اللثة لتخفيف الألم. ومع ذلك، يجب على الأهل التأكد من أن هذه الحلويات تحتوي على مكونات آمنة للطفل ويفضل أن تكون خالية من المواد الكيميائية أو المواد المضافة الضارة.
2. تدليك اللثة بلطف
عندما يعاني الطفل من آلام شديدة في اللثة، يمكن للأم استخدام إصبعها النظيف لتدليك لثة الطفل بلطف. يساعد التدليك في تخفيف الألم عن طريق تحفيز تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، مما يساهم في تهدئة الالتهاب. يجب على الأهل التأكد من أن اليدين نظيفتين قبل القيام بذلك، حيث يمكن أن يؤدي استخدام يدي الطفل بشكل غير نظيف إلى انتقال البكتيريا إلى فمه، مما قد يسبب التهابات.
3. استخدام أشياء باردة للتخفيف من الألم
البرودة من أكثر العوامل التي يمكن أن توفر راحة فورية من آلام التسنين. يمكن استخدام عضاضة باردة أو قطعة من القماش البارد المعقم لوضعها في فم الطفل. يساعد البرود في تقليص التورم وتهدئة الأعصاب المتأثرة في اللثة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأم أن تقدم للطفل قطعة من الفواكه المجمدة أو عصير مبرد، ولكن يجب أن تكون هذه الأشياء تحت إشراف دائم من الأهل لتجنب حدوث أي اختناق.
4. اللجوء إلى الأدوية المسكنة
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام الأدوية المسكنة للألم لتخفيف معاناة الطفل أثناء التسنين. يمكن للأطباء أن يوصوا باستخدام أدوية مسكنة آمنة للأطفال مثل “الباراسيتامول” أو “الإيبوبروفين” لتخفيف الألم. من المهم أن يتم استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للطفل، للتأكد من أنه مناسب له وأنه لا يسبب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها. كما يجب أن يتم الالتزام بالجرعات الموصى بها حسب تعليمات الطبيب أو تعليمات الأدوية.
5. التغذية المتوازنة والمرطبة
تغذية الطفل خلال فترة التسنين تعتبر مهمة جدًا لتخفيف الألم. يجب أن تتضمن الوجبات التي تقدم للطفل مكونات مرطبة ولينة، مثل الحساء الطري أو الزبادي. يمكن أن تساعد هذه الأطعمة في تقليل الضغط على اللثة ومنح الطفل بعض الراحة. كما أن التغذية السليمة تساهم في تعزيز الصحة العامة للطفل، مما يعزز قدرته على تحمل الألم الناتج عن التسنين.
6. إلهاء الطفل بألعاب ووسائل ترفيهية
أحيانًا قد يكون الطفل في حاجة إلى بعض التسلية والأنشطة التي تشتت انتباهه عن الألم. يمكن للأمهات استخدام الألعاب الترفيهية أو الأنشطة التي تجذب انتباه الطفل بعيدًا عن التسنين، مثل قراءة القصص أو الغناء له أو استخدام الألعاب التي تحتوي على أصوات وألوان لافتة. هذه الأنشطة تساعد الطفل على التركيز على شيء ممتع وشيق، مما يقلل من اهتمامه بالألم.
7. مراقبة علامات التسنين
من الضروري أن تكون الأم قادرة على تحديد وقت بداية التسنين عند طفلها، وذلك من خلال مراقبة بعض العلامات التي تظهر قبل التسنين مباشرة. من أبرز هذه العلامات زيادة إفراز اللعاب، وضعف الشهية أو تفضيل الطفل للأطعمة الباردة أو اللينة، بالإضافة إلى إظهار الطفل لعلامات تهيج وانزعاج أكثر من المعتاد. كلما كانت الأم أكثر دراية بهذه العلامات، كلما كانت قادرة على اتخاذ الإجراءات المناسبة لتخفيف الألم في الوقت المناسب.
8. الحفاظ على النظافة الفموية
في بعض الأحيان، قد يؤدي تراكم البكتيريا في فم الطفل إلى زيادة الألم والتهابات اللثة، لذا من الضروري أن تقوم الأم بالاعتناء بنظافة فم الطفل حتى في مرحلة التسنين. يمكن تنظيف لثة الطفل بلطف باستخدام قطعة قماش ناعمة ومبللة بالماء الفاتر أو فرشاة أسنان مخصصة للأطفال بعد كل وجبة. الحفاظ على نظافة الفم يمنع تطور أي مشاكل صحية قد تؤثر على التسنين ويقلل من الالتهابات المحتملة.
الخاتمة
تخفيف آلام التسنين عند الأطفال يتطلب الصبر والتفهم من الأهل. من خلال اتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكن للأمهات أن توفر الراحة لأطفالهن في هذه المرحلة الصعبة، مما يساعد على تسريع عملية التسنين وتخفيف أي شعور بالألم أو الانزعاج. في النهاية، من المهم أن تتذكر الأمهات أنه لا يوجد حل واحد يناسب جميع الأطفال، ولذلك يجب تجربة عدة أساليب لمعرفة الأنسب لطفلها.
